الفلسفة الحديثة والمعاصرة
90.00AEDPrice
يقال عادة أن ليس من السهل دائماً أن يتحدث المرء عن وظائف مهمة يمكن أن تقوم بها الفلسفة, فالنجاح الكبير الذي حققه العلم التطبيقي, والمتطلبات الملحة للمجتمع المعاصر الذي يتميز بالتنافس الحاد, كل ذلك قد أعطى للرجل العلمي أفضلية كبيرة على غيره, وجعل الشخص الذي ينصب اهتمامه على مجرد التأمل والتفكير شخصاً حالماً أو ربما طفيلياً, فليست الفلسفة كفيلة بتعليم أي فرد كيف يخبز خبزاً أفضل بتطبيق الطاقة الذرية, ولا أن تساعده على سداد ديونه. ولو كانت هذه الأمور على هذه الدرجة من الأهمية التي تبدو عليها, لكان هناك مبرر كاف للنفور من أي مبحث لا يمكن الوصول فيه إلى نتائج نهائية, ولا يعمل على زيادة سيطرة الإنسان على قوى الطبيعة.
ولو كان في استطاعة الفيلسوف أن يقدم حلولاً أكيدة لمشكلات الإنسان الدينية والأخلاقية, لقدم بذلك خدمة جليلة للبشرية, إلا أنه حتى تلك الأمور لا يملك شيئاً محسوساً يمكن أن يقدمه, لذلك كان من السهل أن ندرك أننا حين نقرأ الفلسفة إنما نكون إزاء جدل لا نهاية له, بل ربما يدور بين أناس ليس لديهم من المناهج ما يكفل لهم الاتفاق على شيء, بل ربما أنهم ليسو حريصين على هذا الأمر. ولذلك يبدو الفيلسوف وكأنه شخص يعيش بمعزل عن الناس, لا يشاركهم لعبة الحياة, بل يكتفي بالفرجة عليها.
وهكذا بدت الفلسفة – في نظر الكثيرين – موضوعاً بعيداً بمشكلات عن الواقع, وبدأ الفلاسفة وكأنهم قوم انعزلوا بأفكارهم, أو انعزلت بهم أفكارهم, عن الحياة كما يعيشها غيرهم من الناس, وأقاموا لأنفسهم أبراجاً عاجية ينظرون منها بكبرياء إلى العالم الفعلي ويحكمون عليه أحكاماً متعالية, ويفسرونه بتفسيرات لا تكاد تكون مفهومة لسواهم مستخدمين في ذلك ألفاظاً غريبة غير متداولة إلا في أحاديثهم وكتاباتهم, ولكنها تبدو حين توضع بين الألفاظ المألوفة رموزاً لا تحمل معنى, وعبارات أعجمية لا يخرج منها الإنسان (العادي) بشيء مفهوم.
المؤلف
محمد مهران رشوان وزميلهالناشر
دار المسيرة للنشر والتوزيعالرمز الدولي
رقم الطبعة
1سنة النشر
2012نوع الغلاف
كرتونية