الفلسفة الشرقية القديمة
74.40AEDPrice
ولعل تلك الحقيقة هي ما جعلنا في هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ نركز على الفكر الفلسفي في مصر القديمة باعتبارها النموذج الأصلي الأول لنشأة الفكر الفلسفي في العالم القديم وإن كنا بالطبع لم نغفل الحديث عن أهم معالم الفكر الفلسفي في حضارات الشرق القديم الأخرى في الهند وفارس والصين وبلاد ما بين النهرين (العراق القديم). إنها كلها حضارات ساهمت بنصيب في الفكر الفلسفي الإنساني ولا يصح تحت أي مسمى وبدون أي سند أن نهمل دراسة أصول فكرنا الشرقي القديم لنظل نردد مع المرددين أن الفكر الفلسفي معجزة غربية نشأت في بلاد اليونان منذ القرن السادس قبل الميلاد. إننا بذلك نكون قد أخطأنا في حق أنفسنا وفي حق الموضوعية العلمية في آن واحد.
إن أصل الفكر الفلسفي وأصل الفكر العلمي هو الشرق القديم وليس اليونان. إن التاريخ المكتوب للحضارات الشرقية القديمة يعود إلى حوالي القرن الأربعين قبل الميلاد، بينما لم يكن لبلاد اليونان وجود أصلاً في ذلك التاريخ. فكيف نتصور أن الإنسان ظل خلواً من التفكير العقلي الفلسفي أو العلمي كل هذه القرون ليبدأ فقط مع اليونان وفي القرن السادس قبل الميلاد!!
إن دراسة فكرنا الشرقي القديم وتحليل نصوصه بعد التنقيب عن ما لا يزال مختفيا منها هو واجب علمي على أبناء تلك الحضارات الشرقية قبل أن يكون واجبا على مؤرخي الحضارة من الغربيين. والحقيقة التي أود الإشارة إليها أن لهؤلاء المؤرخين والآثاريين الغربيين كل الفضل في الكشف عن وثائق وبرديات الحضارات الشرقية القديمة وفي لفت الأنظار إلى أهمية الحضارات الشرقية القديمة ودورها الخطير في التأثير على نشأة الحضارة الغربية في بلاد اليونان. وما نفعله نحن الآن هو مجرد تأكيد على هذا الاتجاه في العودة إلى التأريخ الفلسفي بدءا من مساهمات الحضارات الشرقية القديمة رافضين خرافة المعجزة اليونانية في نشأة الفلسفة والعلم.
المؤلف
مصطفى حسن النشارالناشر
دار المسيرة للنشر والتوزيعالرمز الدولي
رقم الطبعة
1سنة النشر
2012نوع الغلاف
كرتونية